بعد عشرات السنين من الهرج و المرج .. جاء مسلسل النقيب ليعيد نشر القيم الحقيقية !

بعد عشرات السنين من الهرج و المرج و حملات التسقيط البائسة للمجتمع العراقي عبر الدراما المؤدلجة والمدفوعة الثمن..جاء مسلسل النقيب ليعيد نشر القيم الحقيقية الاجتماعية و الاخلاقية و دروس التضحية والشجاعة لهذا المجتمع الاصيل الذي صدعته الظروف الاستثنائية والتدخلات الخارجية.

إذا كان هناك ما يستحق ان يشاهد ويوضع في مقدمة المسلسلات في رمضان سيكون مسلسل النقيب،  الذي يجسد أسطورة النقيب "حارث السوداني" الذي سطر أروع أنواع الرجولة وحب الوطن .


حارث يقبض على ابو بركات 


سيرته ..


النقيب حارث عبد علي محمد السوداني هو ضابط عراقي يعمل في جهاز الاستخبارات  تسلل إلى تنظيم داعش الأرهابي عام 2014 و أصبح معتمد و قائد السيارات المفخخة مما سمح للجيش العراقي من توقيف 30 هجوم عسكري و 18 عملية انتحارية وساهم بنقل معلومات مهمه للجيش العراقي ومعرفة أبرز قادة التنظيم بالإضافة إلى الحفاظ على أرواح الآلاف من المواطنين استمر لمدة 16 شهرا وهو يعمل لصالح بلده في هذه المهمه، أثناء عمله في خلية المخابرات السرية التي تدعى خلية الصقور الاستخباراتية، وحدة مكافحة الإرهاب قادت العملية ضد داعش، وصفته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أعظم عميل استخباري يعمل لصالح بلاده في أخطر التنظيمات الإرهابية، ويعد أحد أهم العناصر الاستخباراتية العراقية التي استطاعت اختراق تنظيم داعش في العراق وسوريا واستطاع أن يسرب معلومات مهمه ودقيقة جدا للجهات الأمنية.



بأنتقالة استثنائية في عالم الدراما و اخيراً اصبح لصناع القرار التلفزيوني و السينمائي دور في اعادة بلورة القصة الدرامية و حبكتها لخدمة مشروع الوطن و الدولة و التضحية و الاباء بعد ان عانت الدراما العراقية من الاسفاف و التسقيط الممنهج لكل للرموز الوطنية و التي ضحت و ناضلت في خدمة مشروع بناء الامة و حمايتها .


عملت عدة مؤسسات انتاجية و اعلامية منذ عام 2003 على اعمال اوصلت فكرة و سردية وحيدة للمتلقي على فساد الطبقة السياسية و اخذت معها فساد المؤسسات بما فيها الامنية و العسكرية و بذلك اتخذت حملة ممنهجة ضد نظام الدولة من جهة  و مجتمعها الجنوبي خاصة من جهة أخرى بأن تصور ان المجتمع " الشروكي " لا ينفع للحكم و لا للإدارة و شؤون السياسة و الحكم و ان قاعدته الشعبية الجنوبية لن تدافع عن وطنها و الذود عنه .




بعد عام 2014 اختلفت المعايير خاصة بعد اطلاق المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني للفتوى الخالدة بالدفاع عن العراق و مقدساته و ظهور الحشد الشعبي و قتاله مع الجيش و الشرطة حتى تحرير الارض و لكن ابقت هذه المعاير فكرة ايصال الصورة النمطية بالواقع الخبري و الاناشيد الحماسية و غيبت الدراما هذه الانتصارات و من المعروف ان الكتاب و صانعوا السينما يخلدون ما مرت به بلدانهم من حروب و ازمات و حتى لتاريخها بالاعمال الاكثر تفاعلية مع الجمهور سابقاً وهي السينما و المسرح مروراً بالدراما الحياتية .


بحسب استطلاع رأي مركز صوت شكلت أعمال مثل النقيب و العشرين و حتى الجنة و النار قفزة نوعية في اعمال الواقع الجنوبي بما يتلائم مع حاجة المجتمع لعرض واقعه و حياته البسيطة بدون كلف بصورة حقيقية للعالم مع تعزيز الروح الوطنية والقيم والانسانية داخل المجتمع العراقي.



و كان لمسلسل النقيب القيمة الدرامية الاكبر بتمثيله النقيب حارث السوداني و سرده لقصته التي سوف تُخلد في اذهان العراقيين حتى الاجيال القادمة بقصة واقعية مع حبكة تشويقية تشد المتابع و تأخذه نحو تلك الحقبة من الزمن و التي فقدت الامهات العراقيات ما فقدن حتى اصبح الشهيد حارث يذكر كُل امً بولدها او اخيها ممن استشهدوا للدفاع عن الوطن .



و يبقى الاثر ساري في نفوس المتابعين مع ترقب و مطالبات لضخ المزيد من الدراما و الافلام التي تعبر عن واقع المجتمع العراقي .