لم ينتهي شهر رمضان الفضيل في محافظة البصرة الا و أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمشروع فوانيس رمضان الذي زُينت به شوارع المحافظة .
و تداول ناشطون و مدونون وثائق متضاربة حول قيمة العقد الفعلي للمبالغ المصروفة على المشروع و جدوى هكذا مشاريع مؤقتة في حالة من الغضب لدى الشارع من ألية اعطاء العقود و المشاريع و مدى حاجة المحافظة لها .
حيث سُربت وثيقة متداولة لعقد مشروع الفوانيس بمبلغ يقدر بستة مليارات و ثمانمائة و سبعة و اربعون مليون دينار عراقي كبرنامج خدمي ضمن ايرادات المنافذ .
بينما صرحَ النائب الاداري لمحافظ البصرة ماهر العامري بأن وثيقة الفوانيس المتداولة مزورة و الكلفة الحقيقة 798 مليون دينار .
و نوهَ الى أن العمل منفذ حسب تعليمات (تنفيذ أمانة) وعلى مرحلتين عن طريق الإدارةالمحلية في ديوان المحافظة .
استطلع مركز صوت للإستفتاء اراء المواطنين في محافظة البصرة حول الموضوع و تباينت الاراء بين مؤيد و معارض لما جاء في سياق التقرير ، حيث ابدى 76% من المواطنين رفضهم لإقامة هكذا مشاريع مؤقتة لا تخدم المواطن البصري سواء كانت المبالغ المصروفة كبيرة ام صغيرة .
و عبرَ المواطنون خلال الاستطلاع عن استيائهم من منهج الحكومة المحلية و التي اعارت الاهتمام لجمالية البصرة امام العامة و لم تلبي ابسط الخدمات الاساسية لمناطق واسعة من الاقضية و النواحي .
و ذهبَ بعض المشاركين في الاستطلاع لسرد فرضية أنه كان بالامكان ان تذهب هذه المبالغ من خلال توزيعها كمنح على ذوي الدخل المحدود و المتعففين خلال الشهر الكريم أو من خلال توزيع السلات الغذائية .
و بفرضية حسابية وفق ما ذكره النائب الاداري لمحافظ البصرة ماهر العامري حول كلفة المشروع و التي تُقدر بـ 798 مليون دينار ، لو أعُطيت لكل أسرة فقيرة مبلغ يقدر بـ 100 الف دينار لكان مجموع الاسر التي سوف يغطيها توزيع المنح و السلات أكثر من 7 الاف عائلة بصرية هذا اذا فرضنا انه بهذا المبلغ اما لو كان حسب الوثيقة المتداولة بـ 6,8 مليار لأصبح العدد اكبر بكثير .
اما ذهبَ 24% من اراء المواطنين حول احقية المحافظة بالذهاب الى المشاريع التي تراها مناسبة وفق جمالية و اناقة شوارع البصرة خلال الشهر الفضيل .
و بحسب ناشطين و مدونين فأن غياب الرقابة و المحاسبة من مجلس محافظة البصرة و عدم تدقيقهم للمشاريع المحالة ادى الى حالة من الغليان لدى الشارع البصري و الذي تم التعبير عنه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .
فيما قالت مديرية بلدية البصرة ، بأن " ديوان المحافظة هو المسؤول عن مشروع فوانيس رمضان في شوارع البصرة و ليس لنا أي علاقة كبلدية به حيث اقتصر عملنا على نشر بعض المجسمات في شوارع البهو و جامع الكرناوي في الجنينة و الرباط" وفق وثيقة رسمية نشرتها .
و يبقى السؤال هنا حول مدى جدية عمل الساسة لخدمتهم مواطنيهم و محافظاتهم كخدمة حقيقية بعيدة عن المظاهر و التكلف و المحسوبية الحزبية و الانتمائية .
تحقيق و استطلاع
فريق مركز صوت اينفو