بين السياسة و السيادة  ..لماذا أعلن الصدر عدم مشاركته في الانتخابات القادمة ؟

استقبل انصار و جماهير التيار الوطني الشيعي خبر عدم مشاركة السيد مقتدى الصدر بالانتخابات القادمة بحالة من الدهشة و الترقب في حين أن المراقبون كانوا يولون اهتماماً كبيراً بالمشاركة القادمة و تأثيرها على المشهد السياسي المُعتم من الاساس .

و في خضم التطورات قالت مصادر مقربة لـصوت بلس ، أن العملية السياسية الحالية تشهد تطورات كبيرة و تدخل جهات داخلية و خارجية للتأثير على الانتخابات القادمة وسط تغيرات صعبة في المشهد العراقي و انباء عن خارطة طريق جديدة .




الطريق الى التغيير

 

كان التعويل على اهمية تغيير المعادلة السياسية من خلال صندوق الاقتراع  و  بمشاركة جماهيرية كبيرة للتيار الصدري و العمل على قواعد ثابتة تأهلهم من الحصول على اكبر عدد من المقاعد النيابية للفوز بتشكيل الحكومة بثقة و بدون التحالف مع الاطار التنسيقي او الخوض في لُعبة تكتلات بالغة التعقيد .


و بالفعل تم العمل على ذلك طوال الفترة السابقة من خلال دعوة الصدر لتحديث البطاقات الانتخابية و الاعلان عن كتلة التيار الوطني الشيعي الناشئة لتضفي بذلك صبغة حول المسار السياسي القادم .


و لكن الديمقراطية الحقيقية لا تُترجم فقط بصناديق الاقتراع، بل بنزاهة الانتخابات التي تمنح المواطن الأمل بأن صوته قادر على إحداث التغيير. عندما يشعر الشعب أن إرادته تُحترم، تبدأ مسيرة البناء الحقيقي نحو دولة ناجحة.




الاعتكاف السياسي و الذهاب الى الشأن الديني

 


يرى مراقبون في الشأن الداخلي ان احد اهم الاسباب التي دفعت الصدر الى الغاء مشاركته في الانتخابات القادمة هو مواصلة الاعتكاف السياسي الذي طرحه قبل عامين .


و بحسب قراء فأن الاتجاه الديني قد يكون هو الشغل الشاغل للسيد الصدر بعد مزاولته للبحوث الاسلامية و المعرفية و تفسير القرأن الكريم فضلاً اعطائه للتوجيهات الدينية طبقاً لفتاوى المرجع الديني الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر .


فـهل سيكون الاصلاح القادم هو مشروع ديني و عقائدي متكامل و التصدي للافكار السياسية من خلاله ؟..


تغييرات جيو سياسية 

ترقب كبير في المشهد السياسي حول مدى الارتباط ما بين التغييرات العسكرية و السياسية في المنطقة بين  محور المقاومة و المحور الامريكي و مدى تأثيرها على العراق في ظل الاعتداءات الاسرائيلية على غزة و لبنان من جهة و الحرب الامريكية على اليمن من جهة اخرى.


مع الاخذ برسالة الرئيس الامريكي التي ارسلها برفقة وسطاء الى الجمهورية الاسلامية الايرانية حول اتفاق نووي جديد او الحرب !


و رغبة الادارة الامريكية بأزاحة الطبقة السياسية الحالية او الوصول الى صيغة تفاوضية تفضي الى حل الحشد او دمجه ضمن صنوف القوات الامنية و هذا ما رفضته الحكومة العراقية و الاحزاب السياسية و الجماهير الشعبية.


و اذا ما تم الوصول الى حلول فأن العملية السياسية مهددة بتدخل خارجي و هذا ما يدركه صانعي القرار في التيار و مدى انعكاساته على الانتخابات القادمة في ظل رفض " الدولة العميقة " حسب رأي الصدر من اي تغيير قد يحصل بعد الانتخابات .



و بالمحصلة فأن التعقيد الحاصل و تطور الاحداث المتسارعة محلياً و دولياً قد توثر على الانتخابات القادمة في العراق .



كتابة :- علي الزبيدي


 مركز صوت لا يتبنى بالضرورة رأي الكاتب او التوجه السياسي له